كيف تحافظ على التراث الثقافي القطري في 5 خطوات

في غالب الظن أنك التقطت يوماً صورة بديعة لقلعة الزبارة أو لأبراج برزان عند الغروب أو تحتفظ لنفسك بصورةٍ تقف فيها أمام منحوتة "شرق-غرب/غرب-شرق" في محمية بروق الطبيعية؛ ولكن هل فكرت يوماً في كيفية الحفاظ على هذه الأماكن التراثية؟
إن حماية هذه المواقع الثقافية لا تقتصر على أحدٍ بعينه، بل هي واجب على الجميع. ولهذا، نقدم لك في السطور التالية خمس خطوات بسيطة يمكنك من خلالها المساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي الفريد لدولة قطر.
1. زيارة المتاحف
لماذا لا تجرِب السفر عبر الزمن من خلال زيارة متاحف بلدك؟ اتجه إلى متحف الفن الإسلامي في قطر، لتبحر عبر حضارات وعصور تاريخية مختلفة، مثل عصر المماليك في مصر والقاجاريين في إيران، أو انطلق إلى متحف قطر الوطني لتتعرف على إنجازات قطر عبر التاريخ، مستكشفاً الآمال والأحلام التي كانت تراود أجدادنا.
تُحسِّن المتاحف فهمنا لتراثنا الجماعي، حيث تساعدنا في اكتساب الإلهام من إنجازات أجدادنا. فمن خلال زيارتنا للمتاحف، نزداد تقديراً لتراثنا الثقافي ونشتعل حماساً لحمايته وتعزيزه. إن أردتم زيارة المزيد من المتاحف واستكشافها، فلديكم برنامج بطاقتك إلى الثقافة التابع لمتاحف قطر. يمكنكم من خلال هذا البرنامج الاستمتاع بالعديد من المزايا الحصرية، منها جولات وحوارات وورش عمل متعلقة بالفنون والتراث والثقافة.

2. زيادة الوعي
لم يتخيل أجدادنا يوماً مستوى الاتصال الحالي الذي يربط بين جميع أنحاء العالم. فنحن نعيش عالماً يمكن لجميع من فيه أن يتحاوروا ويتشاطروا الأفكار ويحتفوا باختلافاتهم والقواسم المشتركة بينهم. وتعد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من أهم الوسائل للمساعدة في تعزيز التراث الثقافي لدولة قطر وتعريف العالم به بصور شتى، كأن تصور مقاطع فيديو تروِّج فيها للسياحة المحلية وتنشرها على يوتيوب أو تلتقط صوراً لأهم معالم الدولة وتشاركها مع متابعيك على أنستجرام. إن كنت من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فلا تنس استخدام هاشتاغ #اعتز_بقطر الذي أطلقته متاحف قطر حتى يتسنى لنا متابعة جهودك.

3. التطوع
هل فكرت يوماً ما أن تصبح متطوعاً؟ التطوع في المؤسسات المعنيّة بحماية التراث من بين الوسائل العملية التي يمكن اتباعها للحفاظ على التراث الثقافي. ويوجد العديد من البرامج المخصصة لذلك، على سبيل المثال أطلقت متاحف قطر منذ عدة سنوات برنامج السفير الثقافي الفخري الذي دعت للمشاركة فيه المقيمون منذ مدة طويلة في قطر للحديث مع زائري قطر وضيوفها المرموقين عن حبهم وشغفهم بدولة قطر وتراثها. ومن الأمثلة الأخرى مشروع الدوحة البيئي، وهو مشروع مجتمعي يطلق حملات تجميل أسبوعية لتنظيف الشواطئ والمعالم التراثية في جميع أنحاء دولة قطر.

4. منع التخريب
يعد التراث بصوره المختلفة، مثل قرى صيد الأسماك القديمة والمواقع التراثية والمعالم الفنية والآثار، من الأصول الوطنية التي تعزز الإبداع وتثري الحياة وتسهم في تنشيط القطاع الثقافي الذي يتنامى سريعاً. وتخريب هذه الأصول بأي شكل من الأشكال بداية من طلائها برسوم الجرافيتي أو ترك النفايات فيها يمثل جريمة واعتداء على مجتمعنا. رجاءً احترم هذه الكنوز واتركها عند ذهابك كما تحب أن تجدها عند مجيئك.

5. دعم المبدعين والفنانين المحليين
مثلما ترك لنا أجدادنا كنوزاً ثقافية، مثل البطولة والحناء والمراكب الشراعية، فعلينا أن ندرك أن جيلاً جديداً سيأتي بعدنا وينظر في منجزات زماننا، ليستلهم منها روح الإبداع.
ومن ثم، لا بد من دعم الفنانين وجامعي الفنون المحليين؛ لما لهم من دور أساسي في تطوير المشهد الثقافي القطري. ويمكن أن نحقق هذا الدعم بأشكال مختلفة، مثل شراء منتجاتهم وإبداعاتهم وزيارة معارضهم. وإيماناً بأهمية هذا الدور، ينظم متحف قطر الوطني هذا العام معرض مال لوَّل الفريد من نوعه، حيث يشارك فيه جامعو التراث الثقافي لعرض أفضل مقتنياتهم. وسيوفر لهم متحف قطر الوطني الإرشاد التعليمي والمهني حول أفضل الأساليب والممارسات الخاصة بجمع الفنون لكي نساعدهم في نمو مقتنياتهم التي نأمل أن تكتسب مكانة مرموقة على الصعيدين المحلي والدولي.
وأنت؟ ما هي اقتراحاتك للحفاظ على التراث الثقافي؟ شاركنا أفكارك وأنشطتك عبر الهاشتاغ #اعتز_بقطر على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه التدوينة جزء من حملة #اعتز_بقطر التي تهدف إلى تعزيز التراث الثقافي في قطر. تابع تدوينتنا الشهرية التي نستكشف فيها جوانب مختلفة من الماضي الثري لبلادنا.
Add your comment