حوار ثقافي: هلا محمد آل خليفة

تعمل هلا كفنانة ممارسة وتّدير مشروع مطافئ الدوحة، وهو مكان تتلاقى فيه الطاقات الإبداعية ويتميز بدعمه للفنانين الناشئين في قطر.

خلال حوارنا معها عام 2014، كشفت هلا محمد آل خليفة معلومات إضافية عن مبادراتها الطموحة وتحدثت عن دوافعها الشخصية فضلاً عن وصفها للتأثير الذي تأمل أن تُحدثه على المدى الطويل.

المشاركة مع صديق

صورة لهلا محمد آل خليفة وهي مبتسمة وتتكلم مع أشخاص في الصحراء

هلا محمد آل خليفة

أخبرينا المزيد عن "مطافئ" وعن الدور الذي تلعبه متاحف قطر في هذا المشروع؟

سيوفر المشروع استوديوهات للفنانين الناشئين المقيمين في قطر. وستقوم لجنة تحكيم مستقلة بتقييم طلبات الالتحاق بالبرنامج الخاص لمدة تسعة أشهر واختيار الأشخاص المناسبين. وسيضمن لنا ذلك اختيار أشخاص يلتزمون حقّاً بهذا البرنامج الطويل.

إن هذا المشروع مثير للاهتمام، ومميز، ومختلف. فهو يدعم ويشجع الفنانين الجدد ويبرهن أن متاحف قطر تسعى إلى لعب دور لا يقتصر على مجال الإشراف على المقتنيات والمجموعات الهامة والمعارض فقط، ولكن يتجاوز ذلك إلى المساهمة في خلق فرص للطاقات والعقول المُبدعة.

يُقدم المشروع للفنانين الدعم الذي يحتاجونه للتطور. كما أنهم سيستفيدون حقاً من شبكة التواصل العالمية لمتاحف قطر وسيحصلون على التوجيه والإرشاد من أشخاص مختلفين ينتمون إلى عالم الفنون. نحن نقوم بإنجاز مشروع جديد وهذا فعلاً أمر رائع ومثير.

هل بإمكانك وصف مبنى المشروع؟

يُشعرك المبنى بالحنين إلى الماضي. فنحن اليوم نُعيد تصميم وترميم مبنى كان مركز إطفاء في السابق. يرافق المبنى برج رائع كان يستخدم من قِبَل رجال الإطفاء، وسيزين الآن بنظام إضاءة من نوع LED وسيستعمل للإعلان عن فعالياتنا. ناهيك عن الموقع المميز للمبنى المطل على قلب مدينة الدوحة.

إنه مشروع يخدم أفراد المجتمع ويضم قاعة عرض مخصصة للفنانين الناشئين. وبالطبع لن يَعرض هذا المبنى أعمال الأشخاص المعروفين كما هو الحال في متحف الفن الإسلامي ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، اللذان يتمتعان بمقاييس معينة خاصة باختيار الفنانين، بل سيكون تجريبيّاً ويطلق المبادرات الجديدة التي لم يتم اختبارها من قبل.

سنقوم في وقت لاحق بافتتاح ملحق يشمل سينما تتسع لخمسين شخصاً، ومطعماً، ومقهى، ومكتبة، وساحة مُخصصة للعائلات، ومساحات تًقام فيها ورش عمل حول فنون الطباعة وعمل المعادن. وسيضيف هذا طابعاً جميلاً ومختلفاً إلى المشهد الفني في الدوحة.

أخبرينا المزيد عنك وعن تاريخك الأكاديمي والمهني وتجاربك

أنا فنانة من هذه المنطقة، الأمر الذي يجعلني في غاية السعادة عند رُؤية هذا المستوى الرائع من الدعم. درست في الخارج، في بوسطن تحديداً، ثم في مدرسة سليد للفنون وذلك لأن هذه التخصصات لم تكن متاحة لي هنا في ذلك الوقت.

جئت إلى قطر في عام 2008 عند افتتاح متحف الفن الإسلامي. شغلت منصب رئيس قسم التربية الفنية وعملت على تنظيم عدد من المحاضرات والندوات والفعاليات المجتمعية. إن رؤية الأطفال يستمتعون بما يقدمه متحف الفن الإسلامي أمرمثير للاهتمام، كما أنه من الرائع أن نرى المدارس والقائمين عليها مهتمين بمجال المتاحف. فمن الشائع أن نرى الأطفال في أوروبا والولايات المتحدة يجلسون على الأرض في المتاحف ويرسمون. وبالنسبة لي، إنه إنجاز مهم أن أرى المشهد ذاته في منطقتنا.

ثم انتقلت بعدها إلى إدارة برامج الفن العام لأنني مهتمة بالفن المعاصر. وقد مثل مشروع "مطافئ" فرصة ذهبية بالنسبة لي. نحن فريق صغير متفان في عمله والعديد منا من خريجي الفن المعاصر - مثل نور أبو عيسى، وهي تشغل منصب مساعد القيم الفني في مطافئ والتي حصلت مؤخراً على شهادة في مجال الدراسات الفنية. ونحن نؤدي عملنا مفعمين بكثير من الحب والشغف، كما أننا سعداء لأننا نرتقي ونتطور جنباً إلى جنب مع فنانينا.

ما الذي يُلهمك ويُحفزك للقيام بهذا العمل؟

إنه العمل مع الطاقات الفنية الناشئة. يمكننا أن نفتح أعينهم على عالم مختلف كليّاً. كما سيستفيدون من نوع الدعم ذاته الذي اكتسبته خلال تجربتي في بوسطن. من الصعب على الفنانين التقدم بمفردهم، ولكن التفاعل وتبادل التجارب يساعدهم على التطور فنيّاً.

أقوم بهذا العمل بدافع الحب. لا أريد أن أكون مفرطة في العاطفة والرومانسية، فبالطبع هناك عقبات. ولكن إذا كنت تؤمن بشيء ما وكنت تحبه، فحتماً بإمكانك القيام به.

دور الفنان لا يقل أهمية عن دور أي شخص آخر في المجتمع.

الفنانة والقيمة هلا محمد آل خليفة

ماذا يعني لك الإبداع؟

الإبداع هو جوهر تطوير الأفكار والتعبير عنها. إن الإبداع هو إضافة لمستك الخاصة على الأفكار والأعمال الموجودة أصلاً، بدلاً من تقليدها.

هل لديكِ قطعة مفضلة في مجموعة مقتنياتنا؟

إحدى القطع الفنية المفضلة لدي، في قاعة العرض الأولى في متحف الفن الإسلامي، هي عبارة عن وعاء خزفي قديم تزينه نقوش صغيرة. وعلى الرغم من أن هذه القطعة في متحف الفن الإسلامي، إلا أنها ذات صفات معاصرة ويمكن أن تكون بحداثتها من إنتاج مجتمعنا اليوم.

ما أكثر ما يثير اهتمامك في عملك؟

أننا سنصبح جزءاً من النسيج القطري والإقليمي. نحن نعمل مع جامعة فرجينيا كومنولث ومع القائمين على قاعات العرض، فتعاوننا وتواصلنا مع المؤسسات الأخرى سيكسبنا قدرة تفوق قدرتنا عند العمل بشكل فردي.

سنبدأ بالعمل داخليّاً لنصل في النهاية إلى العالمية. وسيكون لنا تأثير خاص على أجزاء أخرى من العالم.

هناك فرصة متاحة أمامنا لتنظيم أنشطة فريدة ومميزة في مطافئ، كالحفلات الموسيقية وعروض الأفلام. حدودنا السماء والاهتمام حقيقي وكبير بهذا المشروع.

ما هو الإرث الذي تأملين تركه؟

آمل أن ينتشر فنانو مطافئ عالمّياً. كما أتمنى أن نُرشدهم ونوجههم إلى الطريق الصحيح، وأن نلعب دوراً رئيسياً في حياتهم المهنية.

لقد حققنا تقدماً هائلاً في عالم الفن في الدوحة؛ وهو أمر رائع بلا شك.

لقطة طويلة لكراج جاليري تظهر سقفها وأعمدة الإسمنت الرمادي وأضواءها

مطافئ: مقر الفنانين من الداخل