مستوطنات دولة قطر
–
البلدات القديمة
لا تزال المستوطنات القديمة موجودة في جميع أنحاء قطر، وقد عرف كثير منها تحريات أثرية موجزة في الماضي، ولكن القليل منها وُثِّق واحتضن أعمال تنقيب واسعة النطاق.
موقع الرويضة الأثري
لم يُعْرف الكثير عن الرويضة التي كانت ذات يوم بلدة صغيرة بشمال دولة قطر، أُخْلِيت عند نهاية القرن الثامن عشر. فهي اليوم أحد أكبر المواقع الأثرية بشمال دولة قطر تمتد على ما يزيد عن كيلومترين ونصف الكيلومتر على طول شاطئ خليج ضحل.
أسفرت الحفريات الأخيرة عن رفع النقاب عن قلعة كبيرة،بيت فخم، بئرين، مجموعة من المخازن، مسجد، محل لإصلاح السفن ومقبرة مسورة بالإضافة إلى بقايا العديد من البنى المؤقتة. وتبين الاكتشافات من البحر على وجود علاقات تجارية واسعة النطاق حيث تم العثور على أكواب خزفية من الصين، اليابان وميانمار (بورما)، و أواني فخارية غير مطلية من جلفار (الإمارات العربية المتحدة) و البحرين، و أواني فخارية مصنوعة من عجينة مزججة من إيران بالإضافة إلى خزف من أوربا. كما تم العثور على جذوع شجر المنغروف مستوردة من إفريقيا و يعتقد أنها استخدمت لتسقيف الغرف، وعلى وعاء للطحن من الغرانيت الأحمر يُحْتَمل أن يكون من إيران وقطعة من العظم منحوتة على شكل المها.

موقع فريحة
هو بلدة صغيرة ومهجورة تقع على خليخ ضحل وتبعد نحو خمس كيلومترات شمال مدينة الزبارة. وتشير الحفريات الحالية والبحوث، إلى أن البلدة تعود إلى أوائل القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر، حينما أُخليت. ويعني هذا، أن فريحة كانت موجودة قبل مدينة الزبارة، وربما أُخليت عندما أُقيمت هذه المدينة الجديدة. ويبدو أن المستوطنة أخذت أشكالًا وأحجامًا مختلفة على مر الزمن، حيث كانت تنمو تارة وتتراجع تارة أخرى. وتنعكس هذه التغييرات في الثروة والسكان على المباني، حيث كانت تعرف إخلاءً عرضيًّا وإعادة تصميم على نحو متكرر.
تقع قلعة فريحة وسط الموقع، وهي بناية مربعة الشكل بطول ضلع 45 مترًا، ذات أسوار دفاعية وأبراج في الزوايا. وغير بعيد من القلعة، على الشاطئ، ترقد أطلال مسجد بُني على الطراز التقليدي القطري. وقد كان صيد السمك مُهمًّا لساكني فريحة إذ انتُشِلَت العديد من عظام الأسماك ولا تزال مصائد السمك الحجرية محفوظة في البحر.

مروب العصور الوسطى
تعد مروب المستوطنة الإسلامية الكبيرة الوحيدة في قطر التي تعود إلى العصور الوسطى والتي لا تقع على الساحل، وتضم نحو مائتي وحدة سكنية شُيِّدت على شكل مجموعات، قصر سكني، مشاغل ومسجدين، كما كشفت الحفريات أيضا عن مجموعة من القبور منتشرة حول البيوت.
ومن المعروف أن قصر مروب هو أقدم قصر إسلامي تم اكتشافه في قطر. وقد أظهرت أساسات الجدران التي تم الكشف عنها في تراكبها بعضها البعض أنه أعيد بناء القصر في نفس المكان ولكن بتقليص حجم البنية السابقة. أما مخطط القصر شبه المستطيل يشبه القصور السكنية الأموية والعباسية المعروفة في العراق، سوريا وإيران. ورُمِّمت البنية ذات الجدران الباقية حتى ارتفاع متر عام 1985.
ويدل البحث الميداني والدراسات المقارنة للقى الأثرية مثل القطع النقدية والفخار التي عُثِر عليها في موقع مروب، على تأسيس الموقع في العصر العباسي المبكر (القرن 9 ميلادي)، وعلى استيطان لمدة لا تقل عن قرن من الزمان. و هذا يجعل من مروب موقعا استثنائيا يدل على الثقافة المادية للعصر العباسي، ويجعل منها أيضا موقعًا فريدًا للعصر العباسي في منطقة الخليج.
القرى والتجمعات السكنية الأخرى
لقد أُخْلِيت منذ زمن بعيد قرى ومستوطنات أخرى منتشرة على طول الخط الساحلي لدولة قطر وعلى المناطق الداخلية منها. ووثق البعض منها في انتظار من ينقب فيها بالكامل مثل الفويرط والغارية، بينما كانت أخرى محور تركيز أكثر البحوث الحديثة مثل قرى الشمال: العريش، لجميل، عين محمد أو أم الحول، جنوب الوكرة.
